|كتب عبدالعزيز اليحيوح|
«هذا ما جناه عليَّ أبي...»
هذا ما فعله من يفترض بأنه اب رحيم بطفلته البالغة من العمر خمس سنوات.
هذا ما فعله، هذا الانسان بفلذة كبده لتأديبها، بسبب جريمة عدم تناولها طعامها.
عجب ما بعده عجب ان كانت حجة ذلك الأب باستخدامه هكذا لغة التأديب بحق البريئة تلك.
... ولكن ان عرف السبب بطل العجب فإن الصغار يدفعون ثمن الحرب بين الكبار، فالحرب الدائرة بين ذلك الوافد العربي الذي يقطن الرقعي وزوجته، شريكة حياته وام اولاده الاربعة التي يشبعها بالضرب ومن ثم يتفرغ لأولاده... ضربا.
ما فعله ببدن ابنته تقشعر له الابدان.
الوافد العربي، والد الاطفال الاربعة، كانت وصلت زوجته اول من امس إلى حيث تقطن العائلة فوجدت ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات وقد تحول جسدها إلى لوحة مخططة بالاحمرار بفعل (الحزام) الذي لونت ضرباته جسد الطفلة النحيل، وعزا الزوج والد الطفلة فعلته هذه بأنه يريد تأديبها كونها رفضت تناول الطعام.
ومن تشتهي نفسه الطعام في ظل والد أدمن الضرب بدءا من زوجته وانتهاء بأصغر اولاده وهي الطفلة التي حضرت مع امها إلى «الراي» لتروي مأساتها؟
والدة الطفلة راحت زفرات الكلام تخرج وترافقها الدموع على ما حل بصغيرتها وما حل بها واسرتها على يد زوجها الذي وصفته بـ«الظالم».
وقالت والدة الطفلة التي تحمل مؤهلا جامعيا وتعمل بموجبه معلمة في احدى مدارس وزارة التربية انها زهقت الحياة مع من اعتبرته شريكا لها بسبب تصرفاته تجاهها وتجاه اطفالهما، وذكرت انها «عانت بما فيه الكفاية بعدما وضعها في اتون الضرب يوميا، ولاطفالهما ايضا، ومن دون سبب».
واضافت «لقد سبق وان تقدمت بشكوى إلى المخفر منذ عام تقريبا وتم استدعاء زوجي، وامام النيابة راح يتوسلني ان اغفر له واسامحه على فعلته، واعدا بأنه سيستقيم ويكف عن ايذائي وايذاء اطفالنا، ومن اجلهم قبلت به على مضض آملة ان يحسن من سلوكه لكن زمان الضرب استمر إلى درجة لم تعد الحياة معه تطاق فاضطررت إلى تكليف محام في بلدي طالبة الخلع منه».
وزادت «لقد اذاقنا الضرب والعذاب بصنوفه، وفي كل مرة كان يعتدي فيها علي، وعلى مرأى من الاطفال كنت اتوسله ان يكف عن ذلك كرمى لربنا وكرمى لاطفالنا - لكنه لم يعبأ لما اقوله واستمر في شن هجماته علي وعلى اطفالنا إلى درجة تمنيت فيها الموت... لكن وجود ما رزقني الله به من اطفال كان يجعلني اتمسك بالحياة من اجل تربيتهم».
وتابعت «حتى راتبي الشهري لا يسلم من يديه، كوني لا ارى فلسا واحدا منه، حيث يستولي عليه فور دخوله حسابي المصرفي، وذلك باستخدامه بطاقة ائتماني».
وتساءلت «ما الذنب الذي ارتكبته حتى يعاملني هكذا ويقدم فيه على جلد ابنائنا وخير مثال ما حصل مع ابنتنا الصغيرة... التي تكاد تفقد نطقها بسبب ما يفعله بها؟.
وبعدما غادرت المعلمة والدة الطفلة المضروبة «الراي» قصدت مخفر الاندلس، وسجلت قضية في حق زوجها بعدما حصلت على تقريرين يظهران ما تعرضت له هي وابنتهما الصغيرة التي تم احتجازها في مستشفى الصباح لعلاجها».
وعلمت «الراي» انه «تم استدعاء الزوج واحتجازه على ذمة القضية».