موضوع: لماذا يبكي الأطفال؟ الإثنين مايو 11, 2009 5:37 pm
window.google_render_ad();
إن البكاء هو الطريقة التي يعبّر بها الطفل عن أحد هذه الاحتياجات. ربما يصعب عليك تفسير بكاء طفلك وأنت ما تزالين حديثة العهد بالأمومة، هل هو جوعان، أم يشعر بالبرودة، أم هو عطشان، أم يحتاج إلى الاحتضان؟ في الأيام الأولى، عندما تكونين في بداية مرحلة التعلّم، قد تنزعجين قليلاً من بكاء طفلك. شيئاً فشيئاً، ستبدئين بالتعرف على أنماط بكاء طفلك المختلفة، وكلما توطدت علاقتك به أكثر، ستكونين قادرة على توقّع احتياجاته.
أنا بحاجة إلى الغذاء
إن الجوع من أكثر الأسباب شيوعاً لبكاء الأطفال حديثي الولادة. كلما كان طفلك صغيراً، كلما زادت احتمالات بكائه جرّاء الجوع، باستثناء اليوم الأول أو اليومين الأولين بعد الولادة، عندما يأكل الأطفال قليلاً جداً. إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية قد تكونين على دراية بالأمر، لأن أول حليب الأم المركّز عقب الولادة والمسمّى "اللبأ" يتم إنتاجه بكميات صغيرة وستلاحظين عندما "يأتي" الحليب قرابة اليوم الثالث. لا تستطيع معدة طفلك الصغيرة استيعاب كمية كبيرة من الغذاء، لذلك إذا بكى طفلك، حاولي إعطاءه الحليب فقد يكون جائعاً. ربما لا يتوقف عن البكاء فوراً، لكن واصلي عملية الرضاعة لو رغب في الأمر، فسرعان ما يهدأ عندما تبدأ معدته بالامتلاء. أما إذا واصل طفلك البكاء على الرغم من إنهاء الرضعة بالكامل، فربما يجرّب بذلك التعبير عن رغبته التالية.
أنا بحاجة إلى الراحة
في بعض الأحيان، يعلن الأطفال احتجاجهم على ملابسهم الضيقة أو اتساخ الحفائض. في حين لا يثير الحفاض المبلّل أي ضيق لدى أطفال آخرين، ومن المحتمل أن يشعروا معه بالدفء والراحة. يصرخ البعض الآخر مطالبين بتغيير الحفاض في الحال، وبالذات لو كان الجلد الحسّاس ملتهباً. إن تفحّص حفاض طفلك وتغييره إذا لزم الأمر قد يلبي رغبة صغيرك، لذلك تستحق المسألة التجربة. مع تفحّص الحفاض، تطمئنين أنه ليس ضيقاً وأن ليس هناك شيئاً آخر خاصاً بالملابس يزعجه. أنا بحاجة إلى الدفء، لا مبالغة في الحرارة أو البرودة يكره بعض الأطفال حديثي الولادة تغيير حفاضهم أو الاستحمام، لأنهم لم يعتادوا على أن يلامس الهواء بشرتهم ويفضلون البقاء في لفّتهم متمتعين بالدفء. إذا كان طفلك من هذا النوع، فسرعان ما ستتعلمين كيفية تغيير الحفاض بسرعة كي تتمكني من التعجيل في تهدئته. تأكدي من أنك لم تبالغي في ملابس طفلك كي لا يشعر بالحر. والقاعدة الجيدة تقول أن الطفل يحتاج إلى ارتداء طبقة واحدة فقط للشعور بالراحة. اضبطي درجة حرارة غرفة طفلك على حوالي 23 درجة مئوية واجعليه ينام على أحد جانبيه، وقدماه لجهة نهاية المهد، حتى لا يتحرك تحت الغطاء ويتلوّى في الأسفل فيشعر تحته بالحرّ.
أنا بحاجة إلى الاحتضان
يحتاج بعض الأطفال إلى قدر كبير من التدليل والإحساس بالأمان. يطمئن الطفل الأكبر سناً لرؤيتك في الغرفة أو سماع صوتك، ولكن يحتاج الأطفال حديثو الولادة عادة إلى الاقتراب الجسدي للشعور بالراحة. لو قمت بإرضاع طفلك وتغيير حفاضه، ربما يحتاج الآن فقط إلى أن تحمليه بين ذراعيك. يخشى بعض الأهل أن "يفسدوا" أطفالهم إذا أكثروا من حملهم، لكن هذا غير صحيح خلال الأشهر الأولى من العمر. بالرغم من أنه لا يبدو على بعض الأطفال الحاجة إلى الكثير من التلاحم الجسدي، فربما تحتاج الفئة الثانية إلى الحمل طيلة الوقت. إذا كان طفلك من الفئة الثانية، جربي استخدام حمّالة الأطفال التي تمنحك الفرصة في حمل طفلك قريباً منك مع إبقاء يديك حرّتين في أداء أعمال أخرى، وقد يكون هذا الحلّ مريحاً للطرفين.
أنا بحاجة إلى استراحة
من السهل افتراض أن الأطفال ينامون حين يحتاجون إلى النوم أينما كانوا لمجرد أن كثيراً منهم يفعل ذلك. لكن لو حصل طفلك على كثير من الاهتمام، كأن تكوني قد استقبلت الكثير من الزوار وكان اليوم مزدحماً، يتنبّه الطفل أكثر من اللازم فيصعب عليه النوم. يجد بعض الأطفال حديثي الولادة صعوبة في التأقلم مع التنبيه الزائد والمتزامن مع الأضواء والأصوات والتّنقل بين أيدي الأقارب فيصابون بالفزع. وقد لاحظ بعض الأهل أن بكاء أطفالهم يزداد مع زيارة الأقارب، أو في بعض الأحيان مع نهاية كل يوم. ما لم يكن هناك سبباً محدداً لبكاء طفلك، من المحتمل أنه يريد القول: "لقد نلت ما يكفيني". قد يعبّر عن مشاعره لفترة ما من خلال البكاء ثم يهدأ بعدها ويخلد إلى النوم لو انتقلت معه إلى مكان هادئ، وانسحبت تدريجياً بعيداً عن جميع المؤثرات الخارجية.
أنا بحاجة إلى ما يشعرني أنني أفضل
إذا أرضعت طفلك وتأكدت من أنه مرتاح، لكنه يستمر في البكاء، فتتساءلين إذا كان مريضاً أو متألماً. عادة، يصعب على الأهل للمرة الأولى الحسم في أن سبب بكاء طفلهم هو أنه غير سعيد بالفطرة (هذه حال بعض الأطفال الذين يحتاجون إلى كثير من الوقت للتأقلم مع وجودهم في الحياة) أم أنه يرجع إلى شيء مؤلم بالفعل. تختلف نبرة بكاء الطفل المريض وتتميز بكثير من الإلحاح والصوت الأعلى من المعتاد. في المقابل، يدلّ هدوء الطفل المعتاد على البكاء أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام. ضعي في بالك جيداً أن لا أحد يعرف طفلك أكثر منك. لو شعرت أن هناك مشكلة، سارعي إلى الاتصال بطبيبك. يأخذ الأطباء دائماً شكوى الأم بشكل جدي، وستشعرين ببعض الراحة لو عرفت أن لا سبب عضوياً وراء بكاء طفلك. عليك استشارة طبيبك إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في التنفس أثناء البكاء، أو إذا كان البكاء مصحوباً بالقيء أو الإسهال أو الإمساك . إقرائي المزيد عن دواعي الاتصال بالطبيب لتتعرفي أكثر على كيفية تهدئة طفلك.
أنا بحاجة إلى شيء لا أعرفه بالتحديد
أحياناً، لا تستطيعين تحديد ما يسوء طفلك عندما يبكي. ينتاب العديد من الأطفال حديثي الولادة نوبات من البكاء ويصعب تهدئتهم بسهولة. تتراوح مدة هذه الحالة المحزنة بين بضعة دقائق من البكاء الذي يصعب تهدئته وبضعة ساعات متواصلة تعرف أحياناً بالمغص الحاد. يتم تعريف المغص الحاد بأنه حالة من البكاء الذي يصعب تهدئته لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل. يجد الكثير من الأهل صعوبة في التأقلم مع الطفل المصاب بالمغص الحاد، فيشكّل ضغطاً عصبياً على الأسرة بأكملها. لا يوجد علاج سحري لهذه مشكلة، لكنها نادراً ما تستمر لأكثر من ثلاث ساعات. ربما يفيدك التفكير في أن طفلك سوف يكبر وعندئذ لن يمر بكل هذه الحالة. إقرائي موضوعنا عن التأقلم مع مشكلة المغص الحاد للتعرّف على مزيد من الطرق التي تساعدك في التغلّب على هذا الوضع المحزن.